تولين مواليد عام ١٤٣٢هـ ، الأخت الصغرى.
أوثّق كل تحولاتها مِن أول محاولة لها في المشيّ على مقدمة صفحة كتاب الأحياء، وحتى تلك المرّة التي تناديني فيها ماما، محاولة استعطافي حتى أعفو عنها بالعقاب …
لم تسجل في الروضة لعدة أسباب، وبعد مرور سنة وبعدما سجلناها في المدرسة، لم استطع أن أتركها تبدأ مرحلتها الأولى وهي لا تفرّق بين أَلفٍ و باء ..
لذلك قررت أن أتفرّغ لها في الإجازة الطويلة ( في التهيئة )؛ لأعوّضها عن سنة الروضة ..
فوضعت جدول لم يكن بتلك الدقّة الزمنية؛ لانشغالي أحيانًا في البحث العلمي..
فكانت الأهداف في مرحلة التهيئة كالتالي:
- أن تعيّ أهمية لماذا نتعلم ؟
- أن تمسك القلم بطريقة صحيحة.
- أن تكون قادرة على قراءة وكتابة الحروف بطريقة صحيحة.
- أن تكون قادرة على نطق الكلمات البسيطة مع الحركات كـ ( أرنب، مفتاح، ..إلخ).
- أن تكون قادرة على العد لفظًا وكتابة.
- حفظ السور القصيرة من القرآن الكريم.
- أن تكون قادرة على استنباط الفوائد من القصص القصيرة.
1. أهمية العلم :
كان هدفي من هذا كله أن أجعلها تعيّ أهمية العلم؛ وذلك لأنيِّ أوقن أنه إن لم يكن الدافع داخلي فلا جدوى.
من ناحية التأمُّل كنت اسألها كثيرًا ماذا لو أنه لم يكتشف أحد الكهرباء كيف كنا سنعيش.
أو ماذا لو أنه لم يتعلموا كيف يصنعون الورق كيف كنا سـ نقرأ القرآن ؟!
2. امساك القلم بالطريقة الصحيحة:


كنت أعطيها ورقة فارغة وأكتب لها حرف وتكرره وأحاول أن أعدّل مسكتها للقلم في كل مرة، أو حتى وهي ترسم
أو تلوّن لم أدقّق على ماذا تكتب بقدر كيف تُمسِك القلم، استغرق الأمر أسبوعان فقط من فترات متقطّعة.
3. تعلُّم الحروف وقراءتها :
قراءة الحروف لم أتعب كثيرًا من تلك الناحية، بالرغم من أنها كان لها الحيّز الأكبر، أعطيتها جهازٍ لي قديم وحمّلت فيه تطبيق عدنان معلم القرآن.
( البرنامج لا أعلم إن كان الأفضل، لكن كانت تفضّله ) فقد كانت تتعلّم فيه الحروف مع الأناشيد، وحفظت منه جزءٍ كبير من السور، وحفظت منه أذكار الصباح والمساء وأذكار متنوعة، كنت أحضر لها الكتب التعليمية للحروف، كل مرّة أعلمها حرف وتكتبه في الكتاب، الكتاب كان مفيد جدًا من ناحية ترتيب أفكارها وكنت أمنحها الوقت للاستيعاب
فمثلاً، قد نقضي ثلاثة أيام كحد أقصى في حرفٍ واحد حتى تعيّ تمامًا استخراجه من الكلمات.



متوفر في جرير أو المكتبات اصدارات متنوعة، المميز في كتب حدائق الحروف أنها مستوى (أول- ثاني)؛ بحيث المستوى الأول لتعرف على الحرف ورسمه والمستوى الثاني الكلمات وتهجئتها. ( سعر الكتاب الواحد : ٣ ريال ). جربت أنواع كثيرة اثنان منهما تلف، وتبقّى هذا النوع.
4. العد لفظاً وكتابة:
في عمر السادسة الطفل من الطبيعي أن يكون قادرًا على العد بأصابعه حتى الرقم (٢٠). الأرقام ركزت عليها كتابة، وقد استعنت بكتاب يحتوي على صور و كتابة الرقم وتمارين متنوعه للحل.
موجود في جرير وجميع المكتبات إصدارت مختلفة وممتازة وبأسعارِ جيّدة.
* الكتاب تلف كليِّا (: بعدما أدَّى الغرض.
طريقة اختيار الكتاب المناسب :
- أن يحتوي على صور واضحة وجذابة للأطفال.
- تمارين كثيرة للكتابة مع كل حرف.
- تمارين في نهاية الكتاب للمراجعة.
مسابقة الحروف:

هذه تركيبة حروف عربية وأرقام من الاسفنج ( متوفر بأحجام مختلفة: صغير، متوسط،كبير)، اشتريت الصغيرة منها وركبناها على شكل مربع؛ كنا نلعب فيه ويفضّل أن يكون أكثر من شخص حتى يكون حماس في اللعب والذي يظهر له الحرف يستخرج ثلاث كلمات تبدأ بالحرف في وقت لا يتجاوز دقيقتان، وتحسب النقاط بعدد الكلمات المستخرجة لكل حرف.
5. حفظ السور القصيرة من القرآن الكريم:
حفظت بفضل من الله ومنّه العديد من السور القصيرة، وآية الكرسي، حفظت جميع السورالتي وضعتها في الخطة في شهر رمضان ولا أصف لكم فرحها حينما يقرأ الإمام سورة هي تعرفها.
بالنسبة للوقت، أرى أن وقت رمضان كان من أنسب الأوقات لعدّة أسباب منها: يحب الأطفال أن يقلدوا الكبار في هذا الشهر بالذّات ويكونون أكثر حماسة لقراءة القرآن أكثر من أي شهر فمن المهم استغلال هذا الشيء، استخدمت معها ومع أطفال العائلة الصغار مفكرة يومية ( من آيات) للإنجازات مدة ثلاثين يومًا وكل إنجاز يوم يُحتسب بنقطة حيث تكون مراكز الفوز بحسب حصيلة النقاط. رابط مفكرتي
كيفية حفظ القرآن:
السر في حفظ القرآن هو الفهم وبالتكرار( والصحبة؛ فإذا كان الأطفال مجموعة حفزوا بعضهم البعض للحفظ أكثر ).
كنت أسجّل لها صوتي في الجهاز الذي أعطيته إياه وكانت تفتح القرآن، تُتَبع وتكرر معه، بالإضافة إلى تطبيق عدنان، كان مفيد كذلك.
وفي نهاية اليوم أسمّع لها وأروي لها قصة السور والكلمات التي أظن أنها لا تعرف معناها، الهدف من تلك الطريقة وهو أنه لم يكن لدي الوقت لأكرر معها لذلك جعلتها أكثر اعتماد على نفسها في الحفظ، والتسميع يكون مَعِي. وكنت أكافئها في كل مرة تحفظ بإتقان.
6.القصص القصيرة، واستنباط الفوائد:
كانت عادة شبه يومية فمثلاً قراءة كتب قصص ومتى ماشعرت أنها ملّت، انتقلنا إلى مشاهدة فيلم قصير ممتع ( يفضّل الأفلام التي تنمّي في الطفل حُب الاستكشاف، مثل : طريقة صنع التشوكلت، الفرو، وهكذا) الأهم أن نجد أين متعة الطفل.
عوامل مهمة للاستمرار :
1. أحب/ي طفلك، الحب يجعلك لاتشعر/ين حتى بالوقت الذي تقضي/ـه معه لا تجعل/ي الأمر كالمعادلة! لو لم يخرج من البرنامج الذي وضعته له إلا بكونه واثق من نفسه فهذا لـ شيء عظيم.
2. الجزء الأكبر المعين لي في هذا من بعد توفيق الله وتيسيره؛ هو أنني لم أوبِّخ تولين أبدًا على أخطاءها أو نطقها لحرف الشيّن : ثاااء !، أو حتى حينما تشعر بالملل كنا توقف أسبوعان أو ثلاثة ثم نعود. كنت أشعرها أننا نستمتع ولسنا نتعلّم، متى ما شعرت بالملل انتقلنا إلى التعلّم بالأناشيد ( متوفرة العديد من الأناشيد في اليوتيوب).
3. الخطوات الصغيرة هي كبيرة بالنسبة له، لذلك قدّري جهد طفلك دائمًا، المرة الأولى التي تهجأت فيها اسمي وكتبته علقته بجانب سريري، كنت أشعرها أن كل خطوة هي إنجاز كبير! وهي فعلاً كذلك بالنسبة لي.
في نهاية الأمر قالت لي صغيرتي في يومها الدارسي الأول :” ليش ما تصيرين مدّرسة عندي بالمدرسة 💘 “؛ ليس لأنيّ كنت جيّدة بل أظن لأنيّ كنت أعطيها الوقت لتخطىء حتى تتعلم؛ فلم أشعرها بالخوف تجاه الخطأ أبدًا!
البرنامج الذي وضعته لها لم يكن ناجح كُليًا اخفقنا مرارًا، لكن على الأقل استطعت تعويضها لو بشيء بسيط عن سنة الروضة ..